التقرير الإستراتيجي " العرب الفلسطينين داخل الخط الأخضر " سيناريوهات مستقبلية


أصدرت مؤخرًا مجموعة التفكير الاستراتيجي والتي يرعاها مركز " إعلام" بالتعاون مع مجموعة "اوكسفورد" البحثيّة بالمملكة المتحدة وبدعم من السفارة السويسرية والاتحاد الاوروبي تقريرها الأول، هذا التقرير عمل عليه مجموعة من الاكاديميين والقياديين الاجتماعيين والثقافيين في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخلعلى مدار ثلاث سنوات، ويتناول السيناريوهات المستقبلية للعرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر ( الخط الأخضر هو الخط التي حددته الأمم المتحدة بعد الحرب التي خاضها العرب مع اليهود عام 1948 فهو يرمز الي حدود دولة الاحتلال (إسرائيل) المعترف بها عالميا في أراضي الـ 48).
يسعى هذا التقرير للمساهمة في الجهود الرامية لتحسين ظروف العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل، عبرتفكير استراتيجي ينطلق من وضعهم الحالي صوب تطلعاتهم المستقبلية، كشرط أساسي للعمل على تحقيق أهدافهم. 
 بداية يوضح هذا التقرير ان التغيرات الجيوسياسية تعتبر تغيرات جذرية وعلي مختلف الأصعدة والمستويات مما يتطلب من العرب الفلسطينيين بذل المجهود الكافي لتولي مسؤولية تحديد مسارهم الاجتماعي المستقبلي وتحاشي الانتكاس نحو نزعات رجعية تعرض هذا المستقبل للخطر. فالعرب الفلسطينيين ينظر اليهم في اسرائيلي علي انهم اقلية قومية صاحبة وطن وجزء من الشعب الفلسطيني وانهم امتداد سياسي وثقافي وحضاري للحيز العربي الاسلامي المحيط بإسرائيل مما يعرضهم للاضطهاد والتمييز اليومي، وهذا هو محور السيناريوهات الأربعة التي يطرحها هذا التقرير ويستند عليها في تصوره المستقبلي للعلاقة بينهم وبين اسرائيل وفي اطار ضمان مصالحهم وحماية وجودهم من حيث التعايش مع المجتمع اليهودي الذي يتطلب دون شك شراكة استراتيجية كمفتاح للنجاح والوصول الي النتائج المرجوة.
لم يغفل هذا التقرير الاشارة الي التحديات الموجودة في حياة العرب الفلسطينيين علي عدة مستويات منها المناخ الدولي الراهن والمستنزف علي عدة جبهات نتيجة تسارع محاولات للهيمنة الاقتصادية والسياسية، وكذلك اتساع رقعة النشاط التكفيري الاسلامي في كل من افريقيا والشرق الأوسط وتأثير ذلك دوليا، بالإضافة الي التوتر الشديد بين الخليج العربي ودول الجوار، والتراجع الاقتصادي في اوروبا والصين، وانشغال الدول العظمي وعلي رأسها الولايات المتحدة بمصالحها ومحاولة اعادة تشكيل وجودها علي الساحة الدولية مرة اخري وبالتالي تجنبها التدخل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وعدم انصياع اسرائيل للوصية الشرعية الدولية كنتيجة لهذا التجاهل من الولايات المتحدة
في البداية يوضح التقرير أن وضع العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل هو نتيجة شروط تاريخية تتصل بالصراع القومي وبامتداد ثقافي تاريخي، وعليه فإن هذا الصراع بدأ قوميا ثم انتقل ليكون صراع من أجل المساواة المدنية والقومية صد سياسات الاضطهاد والإقصاء من جانب اسرائيل ومحاولة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة من جانبالفلسطينيين، وانعكس هذا الصراع بوضوح في الصراع الداخلي بين تيارات محافظة ودينية وبين تيارات ليبرالية تؤكد علي أهمية النواحي المدنية اليومية وتيارات أخري تطالب بالتركيز علي الهوية والانتماء القومي، وكذلك ضرورة الربط بين مراكز القرار والسياسية الفلسطينية وبين انتماء هؤلاء المواطنين. فبعض النخب اليهودية تدعو هؤلاء الفلسطيني الي الاندماج في المجتمع الاسرائيلي وقبول خيار الانفصال عن الحيز الثقافي والسياسي العربي علي الرغم من نظرتهم الدائمة لهم علي انهم جزء من الحيز العربي، بينما البعض الآخر مما يملك الخيار التنفيذي للقرارات اعتبروهم طابور خامس ووكلاء لأعداء الدولة مما يستلزم قرارا التهجير القسري او التبادل السكاني او المواطنة الكاملة داخل اسرائيل، لقد حولهم هذا الخطاب العنصري المتشدد السياسي والتشريعي الي عدو داخلي كامن داخل المجتمع اليهودي. إذن فالعرب الفلسطينيين في مرحلة تحول تاريخي يتطلب خيارات تاريخية لأن الوضع الحالي اصبح وجودي ولا يحتمل اي تأجيل. لقد جاء ها التقرير ليعبر عن مواضع الضعف والقوة لدي العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل ويضع سيناريوهات محتملة الحدوث لهذه الخيارات المتاحة لهم . ومن المأمول ان يتطور هذا التفكير الاستراتيجي في المستقبل المنظور علي ارض الواقع من حيث تحديد مسارات التصالح واو التصعيد في مواجهة اصرار اسرائيل علي تكريس الوضع القائم نحو الاستحواذ الكامل علي الاراضي الفلسطينية بين البحر والنهر.
وينتقل التقرير بعد ذلك لاستعراض السيناريوهات الاربعة المحتملة التي تعكس اوضاع العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر في سياق منظمة سياسية واجتماعية واقتصادية محلية وإقليمية وشرح تطلعاتهم نحو تغيير الواقع المواجهة المطلوبة للوصول الي الخيار الذي يحدد مصالح العرب الفلسطينيين ويحميها، فالتقرير يتناول بالتفصيل كل سيناريو من حيث المضمون  وامكانية اصطفاف القوي وكذلك الامكانيات والمخاطر والبدائل المتاحة.
تتمحور السيناريوهات الأربعة المقدمة حول مفهوم حل الدولتين ضمن خيار المصالحة مع الوضع في الاعتبار المناخ الدولي والاقليمي والمحيط العربي والاسلامي وكذلك الوضع الراهن من انسداد أفق التسوية  بين الطرفين وكذلك فشل جهود المصالحة او تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية او تهدئة للتوترات الداخلية بين الفلسطينيين. وايضا أخذ التقرير في الاعتبار إسرائيل كدولة ومجتمع وجنوح السياسة الاسرائيلية الي اليمين وهيمنة العنصرية والكراهية في الخطاب السياسي و التشريعي، وبدون الشك المجتمع العربي الفلسطيني في اسرائيل الذي يعتبر العامل الأهم في التصور الاستراتيجي لتلك السيناريوهات، وخاصة اتطور الخير الخاص بالقائمة المشتركة الذي يعتبر تطورا تنظيميا واعدا في ال عمل السياسي المحلي بإمكانيات جديدة.
السناريوهات الأربعة للعرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر
ان الحلول المتداولة عبر مر الزمان لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كانت تدور حول الأرض والسيادة والسكان ولكنها باءت جميعها بالفشل ومن هنا كان التفكير الاستراتيجي في طرح السيناريوهات الربعة خارج اطار الاساليب السابقة.
السيناريو الأول والثاني يدخلان ضمن خيار المصالحة التاريخية وهنا لا بد ان نشير الي ان خيار حل الدولتين يعتبر الخيار الأمثل ولكن ليس بالشكل المتداول حاليا في الاوساط الدولية ولكن في صياغة تقاسم السيادة بين اليهود والفلسطينيين لا تقاسم الأرض.إن السيناريوالأول يفترض استمرار الوضع القائم ويضمن تحسين وضع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وهو ما تشير إليه أيضا التوجهات الرسمية الإسرائيلية مؤخرا من محاولات تدخل الغاية منها تحسين مستوي المعيشة والبيئة المحيطة بالفلسطينيين داخل الخط الأخضر حيث تم وضع خطة تطوير للبلدات العربية علي مدار خمس سنوات حتي عام 2020 واقرتها الحكومة الإسرائيلية بالفعل.
تكمن مخاوف هذا السيناريو في خوف الأوساط العربية الفلسطينية أن يكون كل هذه التصرفات علي حساب ارتباطهم التاريخي بالمركز الفلسطيني، الأمر الذي يحول دون تجاوبها مع هذا التطور. لكن من المؤكد ان تطور كهذا قد يفضي الي امرين اما انفراج ما في العلاقة بين الدولة اليهودية والفلسطينيين داخل اسرائيل ويعمل شبة المصالح المتبادلة ليشمل مكون الهوية والانتماء القومي واما الي تصعيد للقمع داخل اسرائيل للنشاطات وفاعليات التضامن والاحتجاج لصالح الفلسطينيين وخصوصا بعد العدوان المتكرر علي غزة في مرات السابقة وارتفاع نبرة خطب الكراهية ضد الفلسطينيين مما قد يؤدي الي مواجهة مفتوحة مع اسرائيل قد تفضي الي حكم عسكري او حالات طوارئ وتهجير. إذن هذا السيناريو يضع العرب الفلسطينيين امام مسارين: المسار الأول يشمل تحالفات مع قوي في المجتمع اليهودي معنية بالمسار المدني وتعزز خطواته بالإضافة الي تحالفات دولية مع أوروبا وامريكا الشمالية وكذلك منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) والتي اعتمدت تحسن ظروف المعيشة للعرب الفلسطينيين كشرط لضم اسرائيل لعضويتها، ويتميز هذا المسار في حال تعزيزه بالتركيز علي المواطنة والعمل السياسي والتحالفات التي ستزيد دون شك من الثقل السياسي للعرب الفلسطينيين امام المؤسسة الإسرائيلية والمجتمع وبالتالي يزيد تأثيرهم في خارطة الصراع. والمسار الثاني سيكون مسار التصعيد وسيجد العرب الفلسطينيين انفسهم في مواجهة موجة تصعيد غير مسبوقة تشارك فيها الحكومة الاسرائيلية ومؤسسات سياسية واعلامية تبرر القمع وتناهض العرب، وفي هذا المسار قد يخسر العرب الفلسطينيين كل المكتسبات والانجازات التي اكتسبوها بالفعل.
أما السيناريو الثاني فيفترض فوضي أمنية علي الحدود ويعزز هذا السيناريو الوضع الراهن من تحولات الوطن العري والمنطقة وخصوصا مع صعود الاسلام السياسي المتمثل في جماعات ارهابية متشددة او تفكك بعض الدول المجاورة للحدود مع اسرائيل نتيجة ثورات داخلية وهو ما يشكل خطر فعلي تراع اسرائيل مثير للقلق وقد يدفعها الي اتخاذ موقف المدافع ويحفزها للرد قوة او الاشتباك م الاخر وهذا الوضع الأمني بكل تأكيد له مردوده علي العلاقة بين اسرائيل والعرب الفلسطيني فيها، وخصوص في وجود تيارات مؤيدة لتلك الجماعات والانزلاق الي صراع ديني في اطار نظرية صراع الوجود الديني مع اليهود وبالتالي تزداد حدة الخلاف والانقسام داخل المجتمع العربي في اسرائيل. اذن الخطر في هذا السيناريو يكمن في تفاقم تفكك العرب الفلسطينيين في اسرائيل واندلاع الصراع والصدام من حيث العقيدة والمصير وخياراتهم التاريخية، وهو ما لوحظ في السنوات الأخيرة بالفعل حين ازداد الصراع علي الحدود ازداد الصراع داخل المجتمع العربي الفلسطيني في اسرائيل وقد يصل ذلك الوضع بالمجتمع اليهودي والدول الي المطالبة بخيار اما معنا او ضدنا.
ان المشترك بين السيناريوهات المطروحة سابقا ضمن خيار المصالحة التاريخية هو الانتقال من حالة صراع الي حال تسوية مختلفة الاشكال اما بخيار دولة واحدة او كونفدرالية بين دولتين. ولكن البداية يجب ان تكون بمصالحة تاريخية حقيقية ممكنة وهي تتحقق باعتراف اسرائيل أولا بمسؤوليتها عن النكبة وما اعقبها من ظلم لحق بالشعب الفلسطيني والبحث في قضية القدس واللاجئين الفلسطينيين ثم الصفح والغفران من الشعب الفلسطيني وما يترتب علي ذلك من اجراءات علي ارض الواقع تخص القدس والسيادة المشتركة واللاجئين ومصالحة كتلك لن تكون سوي بشكل تدريجي عبر الزمان وبخطوات تفصيلية عديدة للصول الي مصالحة شاملة وافية مستحقة.
السيناريو الثالث يتضمن دولة فلسطينية مستقلة وهذا السناريو يحظى بأغلبية ساحقة من الدول التي صوتت بالموافقة عليه في اجتماع الجمعية العامة في الامم المتحدة عام 2012 وقامت بدعم الشرعية لدولة فلسطين علي اساس حدود 1967. ولكن هذه السيناريو مازال محل التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني واحتمال تحققه ما زال مشكوك فيه لأنه معني بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة او منقوصة السيادة في بعض النواحي. إن هذا السناريو سيؤثر بكل تأكيد علي العرب الفلسطينيين في اسرائيل ولكن في اتجاهيين متناقضين: الاتجاه الأول سيكون في حدوث انفراج في العلاقة بينهم وبين اسرائيل واستتابة الأمور نحو تطبيع كامل قائم علي اساس حياة مشتركة تستند علي العدل والمساواة والشراكة المتكافئة في تحقيقها، أما الاتجاه الثاني فيتمثل في النزعة التي قد تتولد داخل المجتمع اليهودي بالمطالبة بتعويض او تنازل جغرافي استراتيجي في الحيز المكاني بضغط ديمغرافي اقتصادي علي العرب الفلسطينيين في اسرائيل وتأكيد يهودية الدولة وتوطين المستوطنين مكان العرب الفلسطينيين.
السيناريو الرابع يتضمن دولة ثنائية القومية، حيث يتم الاتفاق علي العيش المشترك علي اساس ترتيبات متفق عليها بين الشعبين تشمل العرب الفلسطينيين في اسرائيل تضمن ترتيبات مشتركة جديدة ومختلفة علي المستوي المجتمعي والمؤسساتي ومشاركة عادلة وعلي قدم المساواة في السيادة والادارة ومواقع صنع القرار ويصبح العرب الفلسطينيين بناء عليها جزء من الجهاز السياسي ومنصوص عليه في الدستور، ويتم منحهم كل الفرص والخير العام في كل مجالات الحياة. الفائدة المرجوة من هذا السيناريو هو تنظيم العلاقة بين العرب الفلسطينيين والدولة ونظامها مما يحفظ حقوقهم ومصالحهم ومكانتهم في اسرائيل، فهو ترجمة للانتقال من مبدأ تقاسم الأرض الي تقاسم السيادة ومن مبدا الفصل بين الشعبين الي طرق جديدة من العيش المشترك بينهما. إن النتائج المرجوة من هذا السيناريو اكبر بكثير من مخاطره فالخطر الوحيد يكمن في المواجهة التي قد تحدث مع تيارات صهيونية يمينة تعارض وبشدة هذا السيناريو.
إن كل تلك السيناريوهات المطروحة لا يمكن تحقيقها بكل تأكيد بالشكل المرسوم  لان هناك عوامل خارجية كتبرة ومؤثرة بقوة كمآل الصراعات في الوكن العربي ومحصلة الحروب الأهلية الراهنة والخوف من انتصار الجماعات الارهابية وامتداد نفوذها.
ولذلك رأي فرق عمل التقرير انه من الملائم وضع تصور للأهداف الممكنة للعرب الفلسطينيين في اسرائيل وان تلك الأهداف يمكن ان تكون قصيرة المدي  ومتوسطة المدي واخري بعيدة المدي. فالأهداف القصيرة المدي تتمثل في تطوير نص مؤسسي ينظم الأقلية العربية الفلسطينية في اسرائيل عن طريق اعادة صياغة ثوابت اجتماعية بشكل واعي ومقبول ، وبناء عليذلك يتم تطوير الهيئات القائمة حاليا او انشاء هيئات اخري جديدة تختلف في التنظيم الداخلي والتمثيل والوظائف ثم تطوير إرادة جامعة تنجم عن تلك لهيئات وقراراتها وحضورها.
أما الاهداف المتوسطة فأهداف يمكن تنفيذها علي مستويين ، المستوي الداخلي من خلال تحقيق الارادة الجامعة في اطار ثقافة تعددية ومن خلال نصوص تأسيسية وتطوير للأطر التمثيلية الحالية ، والمستوي الثاني علي مستوي العلاقة مع الدولة من خلال الوصول الي حقوق المواطنة وتحقيق المساواة دستوريا وقانونيا وعمليا علي مستوي الافراد والجماعات، والحصول علي الاعتراف بهم كمجموعة قومية لها حقوق جماعية منصوص عليها في المواثيق الدولية.
أما الأهداف بعيدة المدي فترتبط بالسيناريوهات الكبرى لتحقيق المصالحة الشاملة بين الشعبين وايجاد حياة مشتركة متفق عليها وهذه الاهداف قد تتراوح بين 20 الي 40 عام.
لقد حاول هذا التقرير من خلال التفكير الاستراتيجي الوصول الي آلية عمل يحاول من خلالها تفكيك الحالة ومناقشتها واستعراض اهدافها وطريقة الوصول الي طرق لتنفيذها. ولكن هذه التفكير الاستراتيجي يتبعه تخطيط استراتيجي حتي تم تحقيقه وتحقيق الاهداف المرجوة منه ولهذا يطرح التقرير تساؤل حول مدي امكانية تحقيق هذه الهداف بشكل افضل حتي تم تحديد السياسات والوسائل الاستراتيجية المطلوبة ، فكل الخلافات في وجهات النظر لا ينبغي ان تمنع العرب الفلسطينيين في اسرائيل من التنسيق والتعاون وتحقيق شراكات عمل والكفاح من اجل نقاط متفق عليها حتي يؤتي هذا التفكير الاستراتيجي ثماره. فالبداية ستكون من تحديد المصالح والاحتياجات ووضع خارطة لها من خلال حوار القوي الفاعلة مع الناس والمجتمع لاعتماد آليات مجربة عمليا وتوظيف القدرات والموارد في دفع القضايا الاهم بالنسبة للجمهور والمجتمع الفلسطيني في اسرائيل.
ومن هنا يقدم التقرير في ختامه نقاط تفصيلية يمكن الاستناد عليها في تحقيق الغاية من التفكير الاستراتيجي والمرجعية الاستراتيجية، اولها البناء المجتمعي الذي قد يكون عائق في طريق العمل المشترك والشراكة العربية اليهودية المطروحة في السناريوهات، فالتغيير يعتبر خيار الشراكة هدف استراتيجي اساسي لتأكيد القدرة علي العيش المشترك والعمل المشترك والإنتاج المشترك والمسؤولية المشتركة علي حد السواء بين العرب واليهود.
النقطة الثانية كيف يمكن تحويل قضية عرب فلسطين في اسرائيل من الاضطهاد والقهر والتمييز والاقصاء الي قوة تأثير في الواقع وتحقيق تلك الأهداف الاستراتيجية. ويري التقرير ان الاجابة تكمن في الاعلام والتسويق وحشد الجهود من اجل نجاح القضية وضرورة السعي الي تطوير مهارات العمل الاعلامي في المحافل الدولية والاقليمية وفي كل الأماكن من اجل تقديم القضية بصورة صحيحة.
النقطة الثالثة هي ضرورة الانفتاح علي الدمج الخلاق بين خيارات واستراتيجيات عديدة وابرز تلك الخيارات هو مدي اهمية التعامل مع الانتخابات البرلمانية والسلطة التشريعية او مقاطعتها فالمقاطعة خيار استراتيجية هام للعرب الفلسطينيين في اسرائيل.
النقطة الرابعة تبرز في اهمية النضال من اجل تحقيق الهدف المطلوب وتطويره من حيث الشكل والمضمون.

اما النقطة الأخيرة فتتمثل في فك الارتباط بمشاريع العنف والاستبداد الخارجي وهي النقطة التي يشير اليها التقرير بشكل خاص كواحدة من خصائص السياسة العربية الفلسطينية داخل إسرائيل التي دوما ترتبط بايدلوجية خارجية او مركز عربي. او نظام لديه ارتباط بمشاريع شمولية ترفض اليهود واسرائيل من حيث المبدأ او التعامل معها بعنصرية وهي الفكرة التي يرفضها التقرير ويندد باستخدام العنف كوسيلة للتعامل وانه اصبح هناك ضرورة لفك ارتباط القضية بالعنف وان يكون الاساس هو الاشتباك السياسي والاجتماعي والاخلاقي في كل تفكير او تخطيط استراتيجي مستقبلي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنظمات الدولية والإقليمية بين وجودها التاريخي ومستقبلها المأمول

طريق الحرير .. استراتيجية القوة الناعمة

مستقبل الإعلام في الوطن العربي ... الصحافة الاستقصائية (2)